- إذا سألنا الملحد هل من الممكن أن يطرأ حادث في الكون يقلب الموازين فتتوقف الكواكب عن الدوران أو يقع خلل ما فتؤثر الشمس و القمر على مياه بحار الأرض فنشهد حادث خارقة للعادة كانفجار المحيطات أو ما شابه ذلك ؟ الجواب : نعم من الممكن أن يحدث ذلك - ثم نسأله مرة أخرى هل سجل في تاريخ الطب حوادث وقف العقل عاجزا أمام تفسيرها ؟ كعودة شخص مشلول للمشي مرة أخرى أو نجاة رجل قطع إلى نصفيين و عاش بقية حياته برأس و يدين أو امرأة عاشت حياتها عادية بنصف دماغ أو اختفاء مرض مزمن بدون أي علاج ؟ و ما إلى ذلك ؟ هل سجلت حالات مثل التي ذكرت أو أغرب منها ؟ الجواب واضح : نعم -ثم نسأله مرة أخرى ما هو موقفك من المعجزات التي حدثت لبعض الرسل عليهم السلام ؟ هنا ستتجيبنا "(نفسانيته)" و لن تجيبنا "(عقلانيته) لا ! تلك خرافات وأساطير لا يقبلها عقلي جميييل .. الآن لنتسائل ما هو موقع المعجزة من التفكير السليم ؟ هل المعجزة تخالف العقل ؟ لا ... أبدا !! ...و الدليل الأول موجود في أجوبتك الأولى .. و الدليل الثاني أنه في عصرنا الحالي الذي يظن الإنسان أنه قد وصل فيه إلى قمة المعرفة ...وقعت حوادث لا تفسير لها عطلت العقل البشري ..و جعلته يشك في بصره و قد سجلت حوادث طبية لا تفسير لها و سلم بحقيقتها كبار عقول الناس أطباء وجراحون و قد أنفق الدكتور (ألفريد شتلتر) أستاذ في الفيزياء والكيمياء شطرا من حياته في البحث و الاستقصاء عن المعجزات الطبية التي سجلت و أمضى سنوات عديدة محاولا بكل الوسائل التقنية الحديثة أن يقتفي آثارها غير أنه بعد سنوات طويلة توصل إلى قناعة مفادها "أنها حقائق لا ريب فيها "(علم الباراسيكولجيا )
إنها إمكانية المستحيل و في ذلك قال العالم الفرنسي Atago أتاغو قبل 130 سنة "يجب على المرء أن يكون حذرا جدا عندما يستخدم كلمة "مستحيل " في كل سنة في كوريا الجنوبية يتسبب المد والجزر باشقاق البحر و ينخفض مستوى البحر و يظهر ممر طويل بين جزيرة "مودو" و جزيرة "جيندو" الكوريتين ويكون مدته ساعة تقريبا ثم يعود البحر لما كان عليه سابقا فهذا مثال سريع على احتمال حدوث انشقاق في البحر و مرور الناس سالمين إذا طرأ تغيير في المد و الجزر .. شاهد الحادثة
المعجزة تخالف المألوف و المتواتر في المحسوس و ليست مستحيلة ... و المعجزة التي يؤمن بها المؤمن لم يجريها إنسان عادي بل أجراها القادر على كل شيء جل جلاله وخالق قوانين الطبيعة التي لا يزال يحاول العلم الطبيعي فك رموزها ..و العقل لا يعاني من أي مشكلة في التسليم بوقوع تلك المعجزات لأنها وقعت لغاية و لم تقع عبثا لغير ضرورة .. و القرآن الكريم أشار إلى الخوارق أنها من باب الإعجاز و ردها إلى سبب و إليه عز وجل ترجع كل الأسباب ..... و هذه الأمور و الحوادث سلمت بها عقول من جميع الفئات و الحضارات و الثقافات و المستويات على مر العصور من غير إنكار و رد ...على أن أصل هذه الأمور أعني "المعجزات" ليس مما تنكره عادة الطبيعةبل هي مما يتعاوره نظام المادة في كل حييين .. و كما أن الحس و التجربة الساذجين لا يساعدان على تصديق بعض الخوارق التي شهدناها في زماننا الحالي ليس في وسع العلم إنكار أمر خارق للعادة جرى لغاية