عندما بلغ سيدنا محمد صل الله عليه وسلم سن الخامسة و العشرين كان يملك كل ما يتمناه الشباب اليوم زوجة صالحة ( السيدة خديجة رضي الله عنها و كانت غنية ) + المكانة الاجتماعية ( التي كان يحظى بها أعمامه في قريش )...سؤال لماذا قام النبي الكريم باختلاق أمر كبير ( كالوحي ) و هو يملك كل ما يريده ؟ أضف إلى ذلك أنه ( أمي ) لا يقرأ ) (و يعيش في مجتمع فصيح جدا )و جاء بكتاب يبدأ بكلمة ( لا ريب فيه = أتحداكم يا معشر الشعراء ) لماذا رفع درجة التحدي لهذاه الدرجة ؟ مالذي سيجنيه من أمر كهذا ؟ لنتأمل قليلا إذا قلنا كان قصده الربح المادي سنكون مخطئين لأن قريش لما رأت رسالة النبي محمد تنتشر من حولها عرضت عليه كل ما يتمناه أي رجل يطمع في الربح المادي (منصب في مجلس قريش + أموال )....بماذا أجابهم النبي ؟ "والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه" هل هذا كلام من يقصد الربح المادي ؟ و ما يزيد الأمر غرابة هو أن النبي بقي متمسكا برسالته ينشرها حتى بعد موت عمه أبو طالب الذي كان يقيه شر أعدائه بمنصبه و أول محاولة لقتله صل الله عليه وسلم كانت بعد وفاة عمه ..و مع ذلك واصل ما كان يدعو إليه !! فما الذي دفع هذا الرجل ليصدع بدعوة لتوحيد الله ,,, ضد قبيلة كاملة لوحده ؟ أما خاف أن يصده الناس ؟ ويهجرونه فيبقى وحيداً بلا عشيرة ؟أو يقتلوه ؟؟ و ما كانوا ليترددوا في ذلك فهو كان يهدد كيانهم...
ولماذا لم يدهن دينه مع دينهم حتى يقبلوه بينهم ؟ لماذا قام بمهاجمة أصنامهم و ما يعبدون ؟ لو كان يقصد الربح أو المنصب أو الشهرة لأدهن دينه مع دينهم أليس كذلك ؟!
و حادثة الإسراء و المعراج لماذا جازف النبي بزف خبر كهذا لقومه ؟؟ألم يكن من الأحسن ( لو افترضنا أنه يفتري على الله كذبا )أن يغيب عنهم لأشهر ثم يعود ليتكلم عن رحلة كهذه لعل عقولهم تستوعبها ؟لماذا تكلم عنها بكل ثقة وسرور ؟ و جمع الناس ليسمعوها ؟ و ما يزيد الأمر غرابة هو أن هدة الحادثة وقعت و القوم لا يزالون بين الأخذ و الرد وقد روي أن بعضهم شك في صحة نبوته بعد سماعه لتلك الحادثة الخارقة فإذا افترضنا أنه كان يفتري على الله كذبا ؟ ألا تعتبر هذه مجازفة حقيقية ؟ و لماذا فرض على نفسه الصيام ؟ ألم يكن بمقدوره أن يقول أنا الرسول فيعفي نفسه من العطش طوال النهار ؟ أضف إلى ذلك قيامه الليل و طول وقوفه في الصلاة ؟و قد روي أن قدماه الشريفتان تورمتا جراء ذلك ؟و لما سألته السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها لماذا يفعل دلك و قد غفر لك ما تقدم و ما تأخر من ذنبك... قال ألا أكون عبدا شكورا ؟ لماذا ألزم نفسه بأشياء كهذه إذا كان يفتري على الله الكذب ؟ و القارئ لسيرته العطرة سيرى كم كان رسالته صعبة خصوصا قبل الهجرة من استهزاء و تسفيه و ضرب و سخرية و طرد و محاولة قتل ناهيك عن التعذيب الذي لقيه المسلمون في أول أيام الدعوة و مع ذلك تمسكوا بدينهم و فقدوا بسببه أرواحهم و أرواح أهليهم و من بينهم الصحابي الجليل الذي قتلت أمه ووالده أمام أعينه فقط ليكفر بالله !!و بلال ابن رباح الذي وضعوا فوق جسد صخرة فقط ليقول "هبل" و مع ذلك بقي يقول طول العذاب ( أحد ).. ( أحد ) ..يعني ( الله ) ..(الله ) ..فلماذا لم يكفروا و ينقذوا أهليهم؟ أسئلة بسيطة وغيرها كثير لو تدبر فيها الإنسان بقليل من الحيادية لتوصل إلى حقيقية ذلك لرجل العظيم الذي يسكن قلب الملايين و أنا واحد منهم ..