هل نجحوا ؟ 
هل نجحوا في ماسعوا إليه فأصبح الاستهزاء برموز الدين شيئاً عادي ؟ 
هل نجحوا فأصبحت الغيرة على على حرمات الدين و مقدساته شيئاً من الماضي ؟ 
هل نجحوا في ما سعوا إليه فأصبح المسلم يجلس و يسمع القذف في شخص النبي ؟ 
¤
في إحدى الجلسات في البيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي لنظيره البريطاني سنقوم بإبادة مليون مسلم في الحرب القادمة ..
فاعترض الرئيس البريطاني وقال أن هذا عدد كبير و ستكون له تداعيات ..
فخرج الرئيس الأمريكي لندوة صحفية وقال 

 سنقوم بإبادة مليون مسلم و طبيب إنجليزي 
...
فقام الصحافة مرة واحدة و سألوا بلسان واحد  
 
و لماذا طبيب إنجليزي يا سيادة الرئيس ؟ 

فالتفت الرئيس الأمريكي لنظيره البريطاني وقال له



 قلت لك لا أحد يهتم ... 

 لماذا لا أحد يهتم ؟ أتدري لماذا لا أحد يهتم ؟ 

عندما بدأت الأحداث في سوريا كان سماع مقتل 20 شخصا يجعل القلوب ترتجف 
و الحناجر تئن و العيون تدمع من مشهد جثث المسلمين تنتشل من تحت الأنقاض ..
لكن بعد مرور سنتين أو أكثر و من كثرة سماع أخبار مقتل مئات المسلمين يوميا اعتادت قلوب الناس على ذلك
 فما عادت ترتجف أو تتأثر ..
و ذلك لأن تكرار نفس العدد يوميا مع المدة يصبح شيء عادي و كأن مشهد الأكفان 

 مجرد إشهار يعرض بين نشرتين .. و إن حصل أن ارتفع العدد لألف ربما يقوم أحدهم ويرفع من صوت التلفاز ...  

و هذا من سموم إعلام الدجال و هي طريقته في جعل دماء المسلمين رخيصة  وكأن من مات في العراق
  و بورما  ويموت الآن في سوريا هم كائنات تتنفس و ليسوا بشرا
 فهو يضخم العنوانين يوميا و  يعيدها عى رأس كل ساعة حتى يعتاد عليها المستمع و يزول وقعها على النفوس ..

العلاقة بين ذلك و ذاك هو أن الملاحدة يعملون على نفس الشاكلة .. فاليوم الأول يرتجف قلبك و أنت تسمع سب أو شتم في شخص النبي  (بأبي هو  وأمي) و في اليوم الثاني تغضب عند رؤيتك لكاريكاتير يسئ إليه 
صل الله عليه وسلم
 لكن في اليوم ،الثالث ستعتاد نفسيتك على ذلك ..
و أنت و بدون قصد مما نزلت فيهم آيات قرآنية ثابتة ..
يقول الله عز وجل 
 وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره
 إنكم إذاً مثلهم 

الرسول صل الله عليه وسلم الذي تجلس مع من يستهزئ به

 هو نفسه من قال عليه ربه 
 (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) 
[التوبة: 9]
فوصفه سبحانه أنه (عزيز عليه ما عنتم) أي يشق عليه ضرركم  وأذاكم وأنه حريص عليكم.... 
{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } 
دخل عليه الصحابة  عليه ذات يوم فوجدوه يبكي فقالوا ما يبكيك يا رسول الله بأمي أنت وأبي يا رسول الله فقال 
اشتقت لأحبابي ! فقالوا أولسنا أحبابك يا رسول الله ؟ فقال لا أنتم أصحابي أما أحبابي فهم يأتونا من بعدي يؤمنون بي ولا يروني ... 
هكذا كان قلب الحبيب صل الله عليه وسلم يرجف عندما يتذكرك
 فكيف هو حال قلبك عندما ترى من يستهزئ به ؟ 
إذا مات قلبك من هذه الناحية فلا أمل فيه إلا إذا رحمك ربك ... 

لا تكونوا كالذي اعتاد على سماع أخبار سوريا فما عاد يرجف قلبه
 لا تكونوا كالذي اعتاد على أكل الحرام فما عاد يتذوق طعمه ...

إذا واجهت ملحدا يسب و يشتم النبي صل الله عليه وسلم و يتطاول على الذات الإلهية
 فاعلم أنه إنسان غير سوي و ملحد نفساني لأن اللسان انعكاس لما في القلب فمادام لسانه قذر فقلبه أقذر و  به علة ولا يريد الحق بقدر ما يريد أن يصيبك بمرضه الذي قلب حياته فلا تجادله وأعرض عنها ( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) لو كان يبحث عن تفسير للشبهة التي اشبتهت عليه لسألك و لما سب النبي صل الله عليه و على آله و صحبه و سلم و لما تطاول على الذات الإلهية ...
(فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم )


Comments are closed.