نحن لا نعبد الكعبة و لكننا نعبد رب الكعبة فهل وجدت يوما أحدا من المسلمين يدعو الكعبة أن ترزقه أو تشفيه وأو تهديه ؟ هل وجدت أحد المسلمين في شرق اوروبا يضع أمام مجسم للكعبة أمامه ليسجد له ؟ إن الكعبة لا تستمد قدسيتها من الأحجار و لكن من الله عز وجل (وليطوفوا بالبيت العتيق ) (الحج ) و لو أننا نعبد الأحجار لعبدنا أي حجر و لكننا نعظم حجرا بأمر من الله و نهين حجرا آخر بأمر من الله بدليل أننا نرمي الأحجار في جمرة العقبى و الوسطى و الصغرى فالتعظيم لصاحب الأمر و النهي سبحانه وتعالى و لقد أمرنا بتعظيم المساجد لأنها بيوت الله و الكعبة هي أعظمها... لماذا ؟ لأن المساجد وضعت بأمر من الله في المكان الذي اخترناه نحن أما الكعبة فوضعت بأمر من الله في المكان الذي اختاره الله ....فأيها يكون أكثر تعظيما ؟ و من رحمة الله أن جعلها قبلة لنا ,لولا ذلك لاختلفنا فيما بيننا ولسجد كلم واحد منا في مكان مختلف و لزال بذلك انسجامنا و توحدنا أما بالنسبة للحجر الأسود فلا نقول إلا كما قال سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حين قبله ( و الله إني لأعلم أنك حجر لا تنع و لا تضر و لولا أني رأيت رسول الله صل الله عليه و سلم قبلك ما قبلتك ) و بالنسبة لثياب الإحرام البيضاء و ضرورة لبسها على اللحم و تحريم لبس المخيط .. و رجم إبليس و الطواف حول الكعبة فنتركك مع جواب الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
أنت لا تكتفي بأن تحب حبيبك حبا عذريا أفلاطونيا ، و إنما تريدأن تعبر عن حبك بالفعل .. بالقبلة و العناق و اللقاء .. هل أنت وثني ؟ و بالمثل من يسعى إلى الله بعقله و قلبه .. يقول له الله : إن هذا لا يكفي .. لابد أن تسعى على قدميك و الحج و الطواف رمز لهذا السعي الذي يكتمل فيه الحب شعورا و قولا و فعلا و هنا معنى التوحيد أن تتوحد جسدا و روحا بأفعالك و كلماتك و لهذا نركع و نسجد في الصلاة و لا نكتفي بخشوع القلب ..فهذه الوحدة بين القلب و الجسد يتجلى فيها الإيمان بأصدق مما يتجلى في رجل يكتفي بالتأمل أما ثياب الإحرام البيضاء فهي رمز الوحدة الكبرى التي تذوب فيها الأجناس و يتساوى فيها الفقير و الغني .
و رجم إبليس ؟ - أنت تضع باقة ورد على نصب تذكاري للجندي المجهول ، و تلقي خطبة لتحيته .. هل أنت وثني ؟ لماذا تعتبرني وثنيا إذا رشقت النصب التذكاري للشيطان بحجر و لعنته .. إنها نفس الفكرة إنها كلها رمزيات أنت تعلم أن النصب التذكاري مجرد رمز ، و أنه ليس الجندي و أنا أعلم أيضا أن هذا التمثال رمز ، و أنه ليس الشيطان و بالمثل السعي بين الصفا و المروة إلى حيث نبعت عين زمزم التي ارتوى منها إسماعيل و أمه هاجر .. هي إحياء ذكرى عزيزة و يوم لا ينسى في حياة النبي و الجد اسماعيل و أمه المصرية هاجر و جميع شعائر ديانتنا ليست طقوسا كهنوتية بالمعنى المعروف و إنما هي نوع من الأفعال التكاملية التي يتكامل بها الشعور و التي تسترد بها النفس الموزعة وحدتها .. و بهذا المعنى ، شعائر الإسلام ليست شعائر ، و إنما تعبيرات شديدة البساطة للإحساس الديني و لهذا كان الإسلام هو الدين الوحيد الذي بلا طقوس و بلا كهنوت و بلا كهنة