الرق الرق في اللغة : العبودية، وسمى العبيد رقيقا، لأنهم يرقون لمالكهم، ويذلون ويخضعون، و الرقيق هو المملوك عبد خالص العبودية العبيد يعملون بالسخرة في الأعمال و أيضا يجندون في الحروب وكانت ملكيتهم تعود للشخص الذين يستعبدهم يباعون بالأسواق أو يشترون في تجارة الرقيق الجارية هي المرأة التي سبيت في حرب ما أو باعها مستدين لم يقدر على رد دينه أو ولدت لأمة وعبد مملوك تسمى أيضا أمة الجارية ملكً خالصً لمن يبتاعها،شأنها شأن العبيد تشتغل في الغالب في البيت تنظف و تطبخ الطعام الامة قبل مجيء الاسلام جسدها مباح فسيدها لايشعر تجاها بحمية العرض والشرف والغيرة كما انها ملك لكل افراد عائلته وللضيف والمعارف تعمل في الدعارة ويقبض سيدها الثمن لا أمل ان تنال حريتها أبدا و كان هذا مستوى المماليك في كل الامم شرقا وغربا و عند أجناس الارض واعراقها من صينيين وهنود وفرس ورومان
كيف ظهر الرق ؟
كانت الحرب السبب الأول في ظهور هذه الظاهرة و عاملا رئيسيا في نشأتها حيث كان كل من يقبض عليه حي في المعركة يقع في الأسر و يصبح مملوكا وذلك أن القوي حينما كان يظهر بالضعيف إما يقتله أو يتخذه خادما له (ذكوراً أو إناثاً) و أيضا كان الناس في ذلك الوقت يعملون في الصيد و عندما تحولوا بعدها للزراعة المُنَظّمة كوسيلة لاكتساب الرزق..حدث تفاوت بين الناس و انتهى إلى استخدام الضعفاء بواسطة الأقوياء اجتماعيًا ..إما مقابل مادي أو مقابل السكن و من الأسباب الأخرى عدم مقدرة الشخص على رد دينه يكون من حق المدين أن يستعبده أو يأخذ مكانه أحد أبناءه
تاريخ الاستعباد
كانت العبودية متفشية في الحضارات القديمة لدواعٍ اقتصادية واجتماعية من بينها تطور الزراعة بشكل متنامٍ و حاجة أصحاب الأراضي للأيدي العاملة في الصين وبلاد الرافدين والهند استعمل العبيد في الخدمة المنزلية أو العسكرية والإنشائية والبنائية الشاقة كذلك استعمل قدماء المصريين العبيد في تشييد القصور الملكية والصروح الكبرى حضارات المايا والإنكا والأزتك هي الأخرى استخدمت العبيد على نطاق واسع في الأعمال الشاقة والحروب وفي بلاد الإغريق كان الرق ممارسا علي نطاق واسع لدرجة أن مدينة أثينا رغم ديمقراطيتها كان معظم سكانها من العبيد انظر كتابات هوميروس للإلياذة والأوديسا
لدى الرومان صفحات حالكة السواد في سجل الرق كان الرومان يحصلون عادة على الأرقاء من أسرى الحروب، وأولاد العبيد، وأولاد الأحرار الذين حكم عليهم القانون بأن يكونوا عبيدًا، كالمدينين الذين صعب عليهم الوفاء بديونهم وكان ثلاثة أرباع سكان الامبراطورية الرومانية من الرقيق وفى أثناء الحرب كان النخّاسون الذين يتجرون في الرقيق يلازمون الجيوش، وكان الأسرى يباعون بأثمان زهيدة وأحيانًا كان النخّاسون يسرقون الأطفال ويبيعونهم ويسرقون النساء للاتجار بأعراضهن وكان الرقيق في روما يقف على حجر في السوق، ويدلل عليه البائع، ويباع بالمزايدة. وكان الراغب في الشراء يطلب أحيانًا رؤية العبد وهو عريان لمعرفة ما به من عيوب !! وكان هناك فرق كبير في الثمن بين العبد المتعلم والعبد الجاهل وبين الجارية الحسناء والجارية الدميمة. وكانت الجارية الحسناء تباع بثمن غال، ولهذا انتشر الفساد الخلقى وانتشرت الرذيلة في روما
عرب الجاهلية
لم يختلف الحال لدى العرب "قبل الإسلام" عن غيرهم من الأمم في ميدان الرق فقد كان مألوفًا أن تتخذ القبائل المنتصرة من أطفال ونساء القبائل المهزومة عبيدًا وجوارى. وكان بعض مشاهير مكة مثل عبد الله بن جدعان من تجار الرقيق. وتذكر كتب التاريخ أن عددًا من مشاهير الصحابة كانوا عبيدًا قبل الإسلام، منهم زيد بن حارثة رضى الله عن وكذلك سلمان الفارسي رضى الله عنه و بلال بن رباح وعمار بن ياسر وذويهما عبيدًا بمكة المكرمة قبل الإسلام، وتعرضوا لتعذيب مروّع من سادتهم لإجبارهم على ترك الإسلام. وكانت "سميّة" أم عمَّار رضى الله عنها أول شهيدة في الإسلام، إذا قتلها أبو جهل لعنه الله بطعنة في قلبها لرفضها الارتداد عن دين الحق. وكانت "ثويبة" إحدى مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم مولاة لعمه أبى لهب.. وكانت حاضنته "أم أيمن" جارية لأبيه عبد الله بن عبد المطلب قبل مولده، وانتقلت ملكيتها إليه بعد وفاة أبيه
الرقيق بعد نزول القرآن
الإسلام لم يبتكر مسألة الرقيق، وإنما كانت أمراً قائماً في العالم، كما رأينا في الأسطر السابقة فالرقيق كان متفشيا في المجتمعات و الحضارات التي سبق ظهور الإسلام و كان من المظاهر العادية التي ألفها الناس و ووجدوا آبائهم عليها و لا توجد في نصوص القرآن والسنة نصاً يأمر بالاسترقاق بينما تحفل آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم بالعشرات من النصوص الداعية إلى العتق والتحرير و قد كانت مصادر الرق ومنابعه كثيرة عند ظهور الإسلام ، بينما طرق التحرر ووسائله تكاد تكون معدومة فقلب الإسلام النظرة فأكثر من أسباب الحرية ، و حصر مصادر الرق التي كانت قبل الرسالة المحمدية في مصدر واحد فقط وهو رق الحرب الذي يفرض على الأسرى من الأعداء المحاربين .. و بيع الأحرار محرم، من الكبائر، لقول النبي صلي الله عليه وسلم في ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، أحدهم: "رجل باع حراً وأكل ثمنه"
لكن كيف يجوز أخذ الفتاة في الحرب على أنها سبيّة ؟ أولا الإسلام لم يشرع ابتداء السبي في الحروب ، بل هو نظام كان معمولاً به في الأمم السابقة و من النواميس المعمول بها في الحروب ثانيا قبل الإسلام كانت هنالك عدة مصادر تسترق بها النساء فجاء الإسلام و حصرها بمصدر واحد وهو القتال المشروع يعني في الحرب بينما كان في الأول عبارة عن اختطاف و تعدي .
ثالثا الإسلام حرم قتل الشيخ و المرأة و الطفل أثناء الحروب فكان يجب سبي المرأة و تركها حية رابعا قال الله عز وجل مخاطبا النبي عن الأسرى الذي بين يديه يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم " فسبيهم هو في الحقيقة خير لهم لأن من قتل يحارب دين الله جزاءه غضب الله أما من بقي حيا و أسري به لا يزال تحت رحمة الله جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فِي السَّلَاسِلِ ) رواه البخاري و سبي النساء خاصة من قبَل المسلمين كان يجر عليهن خيراً عظيماً وذلك بأن تدخل في دين الله تعالى فتصير مسلمةً وهي بذلك تُنجي نفسها من الخلود في نار جهنم
خامسا المسبيات حصلن على بعض فضائل دنيوية كالمال والجاه والعلم كالذي حصلت عليه كل من صفية بنت حيي بن أخطب ، وجويرية بنت الحارث وقد كان سبيهما سبباً في تزوج النبي صلى الله عليه بهما حتى صارتا أمهات للمؤمنين جميعاً ، فهما زوجتاه في الدنيا والآخرة ، وأي شرف يمكن أن تحظى به مسبية مثل هذا سادسا المرأة المسبية إذا أنجبت من سيدها تُعتق بموته
سابعا زواج ملك اليمين شرعه الاسلام لتحرير المرأة لا لاسترقاقها
ثامنا الأسر في الحروب كان من أظهر مظاهر الاسترقاق ، وكل حرب لابد فيها من أسرى وكان العرف السائد يومئذ أن الأسرى لا حرمة لهم ولا حق ، وهم بين أمرين إما القتل وإما الرق ولكن جاء الإسلام ليضيف خيارين آخرين المن والفداء
قال الله تعالى : (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) محمد/4 ففي غزوة بدر أخذ النبي صلى الله عليه وسلم الفداء من أسرى المشركين وأطلق سراحهم وأطلق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيراً من الأسرى في غزواته مجاناً ، منَّ عليهم من غير فداء ، وفي فتح مكة قيل لأهل مكة : اذهبوا فأنتم الطلقاء وفي غزوة بني المصطلق تزوج الرسول أسيرة من الحي المغلوب ليرفع من مكانتها حيث كانت ابنة أحد زعمائه وهي أم المؤمنين جويرة بنت الحارث رضي الله عنها ، فما كان من المسلمين إلا أن أطلقوا سراح جميع هؤلاء الأسرى
فالإسلام ليس متعطشا لدماء الأسرى ، بل ولا متعطشا حتى لاسترقاقهم
، وهو لم يلغه بالكلية ، لأن هذا الأسير الكافر المناوئ للحق والعدل كان ظالماً ، أو معيناً على ظلم فإن إمساكه بمعروف مدة أسره تصرف سليم ومع كل هذا فإن فرصة استعادة الحرية لهذا وأمثاله في الإسلام كثيرة وواسعة كما أن قواعد معاملة الرقيق في الإسلام تجمع بين العدالة والإحسان والرحمة وحتى هذا المصدر الوحيد لاسترقاق لم يذكر الله فيه ضرورة الاسترقاق بل أباحه فقط قال الله تعالى {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا} [محمد: من الآية4] لم يذكر في أي اية في القران الكريم ضرورة استرقاق الاسرى حتى هذه الآية تقول إما لحرية كرما من عندي وإما ان افديه بما هو موجود عنده من اسرى المسلمين او افديه بالمال وهذا يحددها القائد او الحاكم ولماذا أبيح الرق في أسرى الحروب المشروعة ؟
وهذه إشارات سريعة لبعض قواعد المعاملة المطلوبة عدلاً وإحساناً مع هؤلاء 1- ضمان الغذاء والكساء مثل أوليائهم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هُمْ إِخْوَانُكُمْ ، جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ , فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ أَخَاهُ تَحْتَ يَدِهِ , فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ , وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا يُكَلِّفُهُ مِنْ الْعَمَلِ مَا يَغْلِبُهُ فَإِنْ كَلَّفَهُ مَا يَغْلِبُهُ فَلْيُعِنْهُ عَلَيْهِ رواه البخاري
2- حفظ كرامتهم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وَهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ جُلِدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ ) وأعتق ابن عمر رضي الله عنهما مملوكاً له ، ثم أخذ من الأرض عوداً أو شيئاً فقال : ما لي فيه من الأجر ما يساوي هذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ أَنْ يُعْتِقَهُ)
3- العدل مع الرقيق والإحسان إليهم روى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دَعَك أُذُن عَبْدٍ له على ذنب فعله ، ثم قال له بعد ذلك تقدم واقرص أذني ، فامتنع العبد فألح عليه ، فبدأ يقرص بخفة فقال له : اقرص جيداً ، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة فقال العبد : وكذلك يا سيدي : اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضاً وكان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم – لأنه لا يتقدمهم ولا يلبس إلا من لباسهم
ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوماً فرأى العبيد وقوفاً لا يأكلون مع سادتهم ، فغضب وقال لمواليهم : ما لقوم يستأثرون على خدامهم ؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن – وكان أميراً - فقال له : يا أبا عبد الله ما هذا ؟ فقال بعثنا الخادم في شغل فكرهنا أن نجمع عليه عملين
4- لا مانع أن يتقدم العبد على الحر في بعض الأشياء فيما يفضله فيه من شئون الدين والدنيا ، وقد صحت إمامته في الصلاة ، بل لقد أمر المسلمون بالسمع والطاعة إذا ملك أمورهم عبد 5- وله أن يشتري نفسه من سيده ويكون حراً وهو ما يسمى عندنا مكاتبة العبد لسيده (بمعنى أن العبد يشتري نفسه من سيده مقابل مال يدفعه له على أقساط )
فكان من نتائج هذه الوصايا أن أصبح الرقيق صديقا لمالكه في كثير من الأحيان بل أحله بعضهم محل الابن وكان من نتيجة معاملة المسلمين للأرقاء هذه المعاملة، اندماج الأرقاء في الأسر الإسلامية إخوة متحابين حتى كأنهم بعض أفرادها
يقول جوستاف لوبون في "حضارة العرب" ص459-460 "الذي أراه صادقاً هو أن الرق عند المسلمين خير منه عند غيرهم، وأن حال الأرقاء في الشرق أفضل من حال الخدم في أوروبا
وأن الأرقاء في الشرق يكونون جزءاً من الأسرة... وأن الموالي الذين يرغبون في التحرر ينالونه بإبداء رغبتهم.. ومع هذا لا يلجأون إلى استعمال هذا الحق"
و لماذا لم يمنع الإسلام الرق ؟؟ لم يمنع الرق دفعة واحدة لكي لا يتسبب في أزمة إنسانية حقيقة كانت ستحدث لو أنه تعامل مع هذه الظاهرة بطريقة أخرى حيث أنه كان على الأقل في كل بيت في المدينة عبد مملوك أو أكثر و لو قام الإسلام بتحريم الرق مباشرة بدون مقدمات سيجد آلاف العبيد أنفسهم في الشارع و هذا بلا شك سيكون له عواقب وخيمة على المجتمع و أزمات إنسانية فالشريعة تعاملت مع هذه الظاهرة بحكمة عجيبة وقامت بتجفيف منابع الرق بطرق ثابتة و مدروسة و حكمة بالغة جدا و خصصت جزء من أموال الزكاة [ الموازنة العامّة للدولة ] لتحرير الرقيق ( إنّما الصدَقاتُ للفُقراء و المساكين ... و في الرِقاب .. فريضةً منَ الله ) التوبة 60 و رغبت في الثواب ( و ما أدراك ما العَقَبة : فكّ رقَبة ) لبلد 8 عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دلني على عمل يقربني من الجنة، ويبعدني من النار فقال: " أعتق النسمة وفك الرقبة " فقال: يا رسول الله، أو ليسا واحدا ؟ قال: " لا، عتق الرقبة، أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين بثمنها
" من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضواً من النار….
وفي المسند عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
الشريعة الإسلامية كونت رابطة بين العتق وتكفير اليمين مما جعل الناس تعتق رقاب العبيد مقابلة تكفير اليمين عوض المتاجرة بهم ( و لكنْ يؤاخذكم بما عقّدتُم الإيمان ، فكفّارتُه إطعام عشرة مساكين ... أو تحريرُ رقبة ) المائدة
ديّة القتْل الخطأ ( و مَنْ قتل مؤمناً خطأً فتحرير رقبةٍ مؤمنة ) النساء 92 5 كفّارةُ الظِهار : تحريم الرجُل زوجته لمُدّةٍ زمنيّة ( و الذين يُظاهرون منْ نسائهم ... فتحرير رقبةٍ منْ قبْل أنْ يتماسّا ) المجادلة 4 المُكاتَبة للعبيد على إعطائهم الحريّة بعْد العمل لمدّة مُعيّنة ( و الذين يبتغون الكتاب ... فكاتبوهم ) النور 33
و الاسلام جعل سداد دين المدين مصرف من مصارف الزكاة واسمهم اي المدينين الغارمين إِنَّمَا الصدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ والغارمين وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ التوبة/60
و ماذا عن ملك اليمين و جواز وطئهن ؟ وردت عبارات [ ملْك اليمين ] في القرآن الكريم / 15 / مرة
ما ملكتْ أيمانكم 9 مرّات ما ملَكتْ أيمانهُم 4 مرّات ما ملكت أيمانهُنّ 2 مرّة
الإسلام سمح بالزواج من ملك اليمين [ الإماء ] بمهرٍ محترم مثل مهور المجتمع و عقد زواج حسب الأصول الشرعية
لماذا سمح بذلك ؟
و مَنْ لمْ يستطعْ منكُم طوْلاً أنْ ينكح المُحصنات المؤمنات أي : مَنْ ليس لديه المال الكافي للزواج منَ [ المُحصنة ] التي ليست بحاجة للعمل لدى الآخرين _ ( فمنْ ما ملكتْ أيْمانكمْ منْ فتياتكم المؤمنات ) أي : الزواج من ملْك اليمين هو [ البديل ] عن الزواج منَ المُحصنة _ ( فانكحوهنّ بإذْن أهلهنّ و آتوهنّ اُجورهُنّ بالمعروف ) أي : زواج شرعي بعلْم أهل الفتاة + المهْر المُتعارف عليه في المُجتمع ( بالمعْروف و ليْس عمليّة [ شراء ] لممارسة الجنس معها _ ( مُحصنات ، غير مُسافحاتٍ و لا مُتّخذات أخدان أي : تُصبح زوجة مُحصنة ، و ليست صاحبة أو عشيقة السبب مالي _____________________________ الجارية قبل نزول القرآن الكريم كانت تكره على البغاء إلى جانب العمل في البيت و الشقاء و لم تكن تملك أية حقوق تذكر فجاء الإسلام و رفع من شأنها ؤاعطاها حقوقا أخرجتها من معاناتها فملْك اليمين عند الزواج بهـا تُصبح زوجةً كاملة الحقوق ، بلْ و تُصبح [ شريكة ] زوجهـا في أموالـه ، حسب مـا ورد في آيتين و الله فضّل بعضكم على بعْضٍ في الرزْق ، فمـا الذين فُضّلوا بِـرادّي رزقهـم على مـا ملَكتْ أيمانهم فهُـمْ فيه ســواء ... و الله جعل لكـم منْ أنفسكم أزواجاً و جعل لكم منْ أزواجكم بنينَ و حـفَدَة النحل 71 و الآية الثانية ( ضـرب لكـم مثلاً منْ أنفسكم هلْ منْ مـا ملَكتْ أيمانكم منْ شـركاء في مـا رزقكم فأنتم فيه سـواء ) الروم 28 و القرآن الكريم حذر صراحة من الإكراه ( و لا تُكرهـوا فتياتكم على البغـاءِ ) النور 33
والرسول صل الله عليه وسلم بنفسه تزوّج زواجاً شرعياً و بمهْر كامل لسبايا الحرْب ، فأصبحن [ اُمّهات المؤمنين ] و كل المؤمنين يقولون رضي الله عنهنّ عند ذكْر أسمائهنّ ، و بذلك رفع منْ شأنهنّ لأعلى المراتب في الدنيا و الآخرة
الإحسان إلى الجواري المملوكات
قال رسول الله صل الله عليه وسلم ... رجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران و كان من آخر وصاياه صل الله عليه وسلم وهو على فراش الموت الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم، فجعل يرددها حتى ما يفيض بها لسانه رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أنس ____________________________________
!!! سؤال يتكرر
سمعت في أحد المرات أحدهم يقول أن الإسلام مادام تحدث عن الرق و الرق كان في فترة محدودة فهذا يعني أنه ليس صالح لكل زمان ومكان ؟ _________________________________________ هذا الكلام ضرب من الخيال ذلك لأن القرآن الكريم نزل في عدة أمور لم تعد موجودة اليوم و إن وجدت فهي نادرة كقتل المواليد من الإناث و عبادة الأوثان و غيرها من الظواهر التي كانت موجودة في الجاهلية و نزل فيها القرآن الكريم و قام بمعالجتها حتى اندثرت و الرق في المجمل يمكن أن نقول أنه انتهى في عصرنا الحديث لكنه كان موجودا و كان لا بد من شريعة تعالجه و قد رأينا في الأسطر السابقة صور الاستعباد في الحضارات السابقة فكان لا بد أن ينزل فيها القرآن ليقوم بمعالجته ويهدي المسلمين إلى كيفية التعامل معه حتى يقضي عليها كما قضى على عدة ظواهر أخرى و نجح الإسلام في ذلك ورفعت الشريعة الإسلامي من شأن العبيد و المملوكين و أدمجتهم في المجتمع بطريقة أدهشت الغرب قبل الشرق و يكفي كدليل على ذلك أن بلال ابن رباح رضي الله عنه الذي كان من العبيد هو أول مؤذن في الإسلام ______________ انتهى و الله أعلم